أخبار
سفير لبنان لـ"قنا": واثقون من قدرة قطر على مُعالجة القضايا المصيريّة خلال القمّة العربيّة
الدوحةفي 21 مارس

أعرب سعادة السيد حسن يوسف سعد سفير الجمهورية اللبنانية لدى دولة قطر عن ثقته في قدرة دولة قطر على القيام بدور رئيسي في مُعالجة القضايا المصيريّة التي تواجه الأمّة العربيّة والتي يأتي في مقدّمتها الأزمة السوريّة والقضيّة الفلسطينيّة، وذلك خلال القمّة العربيّة المزمع عقدها في الدوحة أواخر شهر مارس الجاري.

 

وقال سعادته في حديث لوكالة الأنباء القطرية "قنا" بمناسبة قرب انعقاد القمّة، إن تجارب القمم العربيّة مع الأسف الشديد لم تكن مشجّعة، لكن في ظلّ الحراك العربي الحالي تأمل الشعوب العربيّة أن يستطيع القادة العرب أن يكونوا على مستوى طموحات شعوبهم وأن تخرج القمّة المُزمع عقدها في الدوحة بنتائج استثنائية.

 

وأوضح أن هناك العديد من الملفات المهمّة التي تفرض نفسها بقوّّة على جدول أعمال القمّة المقبلة وتأتي في مُقدّمة هذه الملفات الأزمة السوريّة وتطوّراتها الكثيرة، وكذلك القضيّة الفلسطينيّة التي تعتبر القضية الأساسيّة والمركزيّة للعرب.

 

وأكد أن لبنان لديه ثقة كبيرة في أن تلعب دولة قطر دوراً كبيراً في كافة هذه القضايا المصيريّة تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المُفدّى، مُشيراً إلى حرص لبنان على المُشاركة في القمّة بمستوى رفيع يأتي على رأسه فخامة الرئيس ميشيل سليمان لإعطاء دفع إضافي لهذه القمّة. وردّاً على سؤال حول توقعاته بخروج القمّة بنتائج وقرارات يُمكن أن تساهم في إيجاد حلّ للأزمة السورية ووضع حدّ لمعاناة الشعب السوري.. قال إنني تابعت الاجتماعات العربيّة فيما يخصّ الأزمة السوريّة ووجدت أن هناك دائماً مواقف ولكن ليس هناك أفعال.

 

وأضاف "أننا إذا فكرنا في موضوع النازحين السوريين في دول الجوار مثلاً نجد أن عددهم بالملايين وأقلّ ما يتطلب من الأخوة العرب والمسلمين في هذا الشأن هو الدعم الإنساني لهذه الحشود الغفيرة التي تهرب من القصف والتدمير، ولكن للأسف الشديد عجزت الجامعة العربيّة حتى الآن عن القيام بهذا الدور واتخذت قرارات ولكنها للأسف لم تعرف طريقها للتطبيق على أرض الواقع، لذلك فالمطلوب كثير جداً في ظلّ الإمكانيات الكبيرة والمتوفرة في العالم العربي".

 

تطلع لدور خاص لدولة قطر في دعم لبنان وسيادته في هذه الظروف الصعبة

وقال سعادة السيد حسن يوسف سعد سفير لبنان لدى دولة قطر في حديثه لوكالة الأنباء القطرية "قنا" إنه بالنسبة للشقّ السياسي في الأزمة السوريّة نجد أننا بانتظار حدوث توافق أمريكي - روسي بشأن سوريا، تلك الدولة العربية التي تعتبر إحدى الدول المؤسّسة للجامعة، لذا نجد أننا في انتظار خطوات سريعة وفاعلة وشاملة من الجامعة العربيّة والقمّة لحلّ هذه القضية.

 

وشدّد على أن المُستجدّات في سوريا تؤكد على ضرورة أن تكون القمّة العربيّة المُقبلة قادرة على الوصول إلى تصوّر وعمل فعلي ولا تنتظر اللقاءات الدوليّة لتقرير مصير سوريا ومستقبلها.

 

وحول وضع اللاجئين السوريين في لبنان ومدى قدرة لبنان على الوفاء باحتياجاتهم، قال إن ما وفد إلى لبنان منذ بدء الأزمة في حدود مليون شخص أي ما يعني أن ربع سكان لبنان أصبحوا من غير اللبنانيين، وهذا يُشكل خطراً ديموغرافيّاً وأمنيّاً واقتصاديّاً في لبنان.

 

وأضاف أن لبنان لجأ إلى المنظمات الدوليّة وعقدت كذلك العديد من الاجتماعات العربيّة في هذا الشأن، ولكن مع الأسف الاستجابة كانت نظريّة على الأرض ومحدودة جداً، فلبنان يستنفد الكثير من قدراته الداخليّة في مُساعدة اللاجئين والوافدين السوريين.

 

وأشار إلى أن بعض ما قامت به الدول العربيّة هى عبارة عن مُساعدات عينيّة للعائلات الوافدة إلى لبنان، لكن المطلوب الكثير جداً لأن الكثير من هؤلاء اللاجئين يستعملون حالياً على سبيل المثال المدارس اللبنانية للدراسة وللإقامة فيها، لذا مطلوب مُساعدة لبنان بشكل عاجل ونتطلع أن يكون لقطر دور كبير في هذا الأمر.

 

وردّاً على سؤال آخر حول القضيّة الفلسطينيّة وسبل تحريك عملية السلام المُجمّدة تماماً، قال إن الموضوع الفلسطيني يُعتبر من الموضوعات المركزيّة ومُرتبط بالحدّ الأدنى من الكرامة العربيّة وما يحصل هو أن إسرائيل تستغلّ الثورات العربيّة من ناحية انشغال العالم العربي بها والانقسام الفلسطيني لتقوم بإجراءات أحاديّة لا يمكن العدول عنها في المستقبل وتصبح أمراً واقعاً لكيلا يكون أمام المسؤولين الفلسطينيين سوى التفاوض على ما تبقى من فتات للدولة الفلسطينيّة.

 

وأكد على ضرورة أن يكون هناك تحرّك عاجل في الموضوع الفلسطيني، وإحقاقاً للحق قامت دولة قطر بتحرّك كبير في هذا الأمر من ناحية القيام باتصالات مع الدول الفاعلة والوصول إلى صيغ ناجزة، إلا أنه مع الأسف بسبب الوضع في العالم العربي ليست هناك متابعة كافية لهذه القضية المهمة.

 

وفيما يتعلق بالعلاقات القطريّة - اللبنانيّة، قال إنها علاقات جيّدة وممتازة،فالحكومة والشعب اللبناني بأسره يُقدّر الدور الرائد الذي قامت به دولة قطر ومُبادرات حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المُفدّى عديدة في مُساعدة لبنان في ظلّ ظروفه الصعبة.

 

وأعرب عن تطلعه الدائم لدور خاص لدولة قطر في دعم لبنان وسيادته وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي يمرّ بها، خاصة وأنه تصله بعض الشظايا من الأزمة السوريّة.

 

وشدّد على أن تحصين لبنان هو ضرورة مهمّة ولاشك أن لبنان وشعبه كذلك عليه أن يلعب دوراً رئيسيّاً في هذا الموضوع ونحن على ثقة بأن دولة قطر لن تبخل بالمساعدة والوقوف إلى جانب لبنان ومؤسّساته الشرعيّة.

قنا