أخبار

سفيرا ليبيا وتونس لـ"قنا": قمّة الدوحة ستكون على مستوى تحدّيات الأمّة العربيّة

الدوحة في 23 مارس

أكد سفيرا ليبيا وتونس لدى الدوحة أن تطوّرات الوضع العربي الراهن تفرض على القمّة العربيّة في الدوحة هذا الشهر الارتقاء إلى مستوى ما تمرّ به الأمّة العربيّة من أحداث، وتؤكد في الوقت نفسه على ضرورة الخروج بقرارات تساهم في إيجاد حلول فعّالة للأزمات التي لا تحتاج إلى الانتظار طويلاً ويأتي في مقدّمتها القضية الفلسطينية والأزمة السورية.

 

وقال السفيران، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية (قنا) بمناسبة انعقاد القمّة، إن المنطقة العربيّة تعاني منذ اندلاع ثورات الربيع العربي في تونس وليبيا ومصر واليمن والآن في سوريا من تطوّرات كبيرة تلقي بالمسؤولية على القادة والرؤساء العرب للخروج بقرارات تتناسب مع ما تمرّ به الدول العربيّة من مشاكل بعد مخاض ثورات الربيع العربي وخاصة الأزمات الاقتصاديّة التي تعاني منها البلدان التي قامت فيها هذه الثورات، كما تفرض سياسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ومقدّساته وتغيير الواقع الجغرافي يومياً مسؤولية كبيرة على القمّة بضرورة التحرّك العاجل لوقف هذه الممارسات التي تتنافى مع كل قواعد القانون الدولي والشرعيّة الدوليّة وكل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

 

وشددا كذلك على أن الوضع المؤلم في سوريا يتطلب تحركاً عربياً فاعلا لوضع حلول لتلك الأزمة التي يعاني منها ملايين السوريين حالياً ولوقف نزيف الدم على الأرض السورية، وأعربا عن اعتقادهم بأن هذه القضيّة ستستحوذ على نصيب كبير من مناقشات المسؤولين العرب خلال فعاليات قمّة الدوحة.

 

وأعرب السفيران من جانب آخر عن ثقتهم بالنجاح الذي ستحققه القمّة العربيّة من خلال رئاسة دولة قطر لها تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المُفدّى ، مؤكدين أن ما تتمتع به قطر من علاقات طيّبة مع كل دول العالم سيكون عاملاً حاسماً في إنجاح القمّة وخروجها بنتائج ترضي المواطن العربي في كل مكان وتتناسب مع ما تمرّ به المنطقة من تحدّيات جسام.

 

وقال سعادة السيد عبد المنصف البوري سفير ليبيا لدى دولة قطر، في تصريح لوكالة الأنباء القطريّة (قنا)، إنه بكل تأكيد ستكون قمّة الدوحة استثنائية في كل شيء، فالموضوعات المطروحة أمامها غاية في الأهمّية وتحتاج من القادة العرب إلى تحرّك عاجل لحلها، وخاصة ما يتعلق بالأزمة السوريّة التي باتت تقلق العالم أجمع وضرورة الوقوف إلى جانب الشعب السوري ونصرته ودعم رغبته في الحرّية والكرامة والعمل على تخفيف مُعاناته بكل السبل.

 

وأضاف أن القضيّة الفلسطينيّة تأتي كذلك على قمّة أولويات القادة العرب خلال مداولات القمّة، حيث تحتاج بدورها إلى تحرّك عربي عاجل لإنقاذ الشعب الفلسطيني من المجازر التي يتعرّض لها بين الحين والآخر على يدّ قوات الاحتلال الإسرائيلي، فضلاً عما تقوم به سلطات الاحتلال من سياسات من شأنها القضاء على أركان الدولة الفلسطينيّة من خلال تغيير الوضع الديموغرافي والاستيطان وتهويد القدس. وشدّد على ضرورة تقديم الدعم المالي للشعب الفلسطيني الذي ما زال صامداً على أرضه ومدّ يدّ العون له حتى يبقى قادراً على الصمود في وجه الاحتلال.

 

ونوّه سعادة السفير الليبي في هذا الصدد بالدعم اللامحدود الذي قدّمته دولة قطر للقضية الفلسطينية على المستويين السياسي والإنساني، وقال إنه على المستوى السياسي وقفت قطر إلى جانب القضيّة الفلسطينيّة حيث ترأس لجنة مبادرة السلام العربيّة واعتمدت على علاقاتها الممتازة والفاعلة مع كل الأطراف الدوليّة للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وتابع أنه على المستوى الإنساني قدمت دولة قطر الكثير للشعب الفلسطيني من مُساعدات، مُشيراً إلى الزيارة التاريخيّة التي قام بها حضرة صاحب السمو أمير البلاد المُفدّى إلى قطاع غزة والتي كانت سابقة تاريخيّة أسهمت في كسر الحصار المفروض على القطاع، وقامت قطر بتنفيذ عدد كبير من المشاريع لتخفيف الأعباء عن سكان القطاع.

 

وأضاف سعادته أنه فيما يخصّ الوضع في سوريا فإن هذه الأزمة تبقى في النهاية قضيّة عربيّة بالأساس وإذا كان هناك تحرّك فاعل فسيكون عربياً بعد أن بقيت الأزمة محط تجاذب بين الأطراف الدولية الكبيرة في مجلس الأمن، الأمر الذي أدّى إلى تأخر الوصول إلى حلول لها وبقيت الأزمة مستمرّة لأكثر من عامين، مؤكداً أنه يجب على الدول العربيّة القيام بمسؤولياتها تجاه الأزمة السوريّة بكل الوسائل.

 

من جهته، قال سعادة السيد محمد المنذر الظريف سفير تونس لدى دولة قطر، في تصريحات مماثلة لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، إن هناك آمالاً كبيرة معلقة على تلك القمّة في الخروج بقرارات حاسمة للقضايا الملحّة التي تحتاج إلى تحرّكات عربيّة عاجلة لحلها وخاصة القضيّة الفلسطينيّة والوضع في سوريا.

 

وأضاف سعادته أن القضيّة الفلسطينيّة تفرض نفسها على جدول أعمال القمّة وتعتبر أحد موضوعين رئيسيين سيتمّ التباحث بشأنهما خلال الاجتماعات، حيث يُدرك القادة العرب ضرورة التحرّك في تلك المرحلة بالغة الدقة والحساسيّة التي تمرّ بها القضيّة المركزيّة للعرب والمسلمين.

 

ونبّه إلى أن ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الأرض الفلسطينيّة يجعل من إقامة الدولة أمراً صعباً جداً، حيث تتسارع وتيرة الاستيطان بشكل لا مثيل له، كما تسابق سلطات الاحتلال الزمن لتهويد المدينة المقدّسة والقضاء على معالمها الإسلاميّة والمسيحيّة، لطمس هويتها، وهي أمور تحتاج إلى قرارات عربيّة حاسمة لوقف سياسات إسرائيل من ناحية، ودعم الشعب الفلسطيني من ناحية أخرى.

 

ووجّه السفير التونسي التحيّة إلى الشعب الفلسطيني الصامد على أرضه رغم كل ما يمرّ به من مصاعب، حيث لا زال يُضحّي بكل ما يملك من أجل الدفاع عن أرضه ومقدّساته، مشيداً كذلك بالإنجاز التاريخي الذي تحقق مؤخراً بحصول فلسطين على عضويّة الأمم المتحدة بصفة دولة مراقب، متمنّياً أن يتحقق الحلم الفلسطيني في إقامة الدولة على كامل التراب الوطني الفلسطيني.

 

وأثنى السفير على ما تقوم به دولة قطر من جهود لنصرة الشعب الفلسطيني وقضيّته، وقال إن القيادة القطريّة لم تدخر جهداً إلا وبذلته لتقديم يدّ المساعدة للقضيّة الفلسطينيّة وسخّرت كافة إمكانيّاتها من أجل دعم القضيّة الفلسطينيّة، كما استمر الدعم الإنساني بشكل لا محدود.

 

وحول القضيّة السوريّة، قال سعادته إنه يجب إيجاد مخرج عاجل لهذه الأزمة تحفظ للشعب السوري لحمته ووحدته، وتحقق له في نفس الوقت تطلعاته، كما يجب العمل بكل جهد من أجل وقف نزيف الدم السوري الذي يسأل يومياً، معرباً عن ثقته بأن الملف السوري سيكون حاضراً على طاولة القادة العرب خلال قمّة الدوحة.

قنا