أخبار
صبيح لـ"قنا": يجب إيجاد طرح عربي جديد في القمّة العربيّة للنظر في عمليّة السلام
الدوحة في 21 مارس

أكد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربيّة لشؤون فلسطين والأراضي العربيّة المحتلة على ضرورة وجود طرح عربي جديد على مستوى القمّة العربيّة في الدوحة بتوجّه وآليات مختلفة للنظر مُجدّداً في عمليّة السلام برمتها بعيداً عن السياسات السابقة القائمة على الدوران في حلقات مُفرغة دون الوصول إلى شيء.

 

وقال صبيح، في حديث لوكالة الأنباء القطريّة "قنا" اليوم بالدوحة، إن عملية السلام تتعرّض لنكسة مُدّتها ستة عشر عاماً من المفاوضات التي لم تفضِ إلى شيء، قدم العرب خلالها كافة التسهيلات والمواقف الإيجابيّة، إلا أن إسرائيل في المقابل لم تمتثل لقرار أممي واحد، بل على العكس انتهكت كل قرارات القانون الدولي ولازالت، لذا يجب ألا تبقى الأمّة العربيّة بعيدة عن كل هذا.

 

وشدّد على ضرورة تغيّر الموقف الأمريكي، خاصة أن الرئيس باراك أوباما حصل على تسهيلات كبيرة في موضوع حلّ الدولتين وفي قضايا عربية استراتيجية كبيرة، ولكن في المقابل لم يحصل العرب على أقل القليل للحفاظ على حقوقهم وخاصة فيما يخصّ القضيّة الفلسطينيّة.

 

وأضاف أن "هناك سؤالاً يطرح نفسه وهو: هل ستبقى قضيّة السلام بالمفهوم السابق بعد مفاوضات دامت 16 عاماً وفشلت، وقبل ذلك كانت هناك سنوات كنا نتحدّث فيها عن السلام في 2002 ومنذ مؤتمر مدريد ومفاوضات أوسلو؟ أم ستكون هناك مفاهيم أخرى تتناسب مع الواقع العربي الجديد".

 

وأشار صبيح إلى أن الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربيّة استبق كل هذا عندما قال في طرحه الواضح "إننا نريد إنهاء الاحتلال وليس بحث الصراع الذي يعطي فرصة لإسرائيل أن تدور في الحلقة المُفرغة والتي نذهب خلالها إلى اجتماعات ونتحدّث عن مفاوضات وتصوّرات وتعقد فيها لقاءات دون الوصول إلى شيء".

 

وأوضح السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربيّة لشؤون فلسطين والأراضي العربيّة المحتلة أن الجانب العربي استمر في الدوران في هذه الحلقة المُفرغة في ظلّ استمرار الاستيطان على الأرض وتهويد القدس وحصار غزة وتزايد أعداد الأسرى واستمرار ملف اللاجئين، فكلها قضايا مازالت موجودة، لذا من الأفضل أن نذهب إلى إنهاء الاحتلال أولاً وذلك من خلال تنفيذ القرارات الدوليّة.

 

وأشار إلى أن الأمين العام للجامعة العربيّة طرح ذلك الأمر خلال اجتماع للجنة مبادرة السلام العربيّة في الدوحة ولقي تجاوباً كبيراً وتحدّث عنه وزراء الخارجيّة، حيث أكدوا على ضرورة البحث عن أسلوب جديد للأسلوب القائم فيما يخصّ القضيّة الفلسطينيّة خاصة أن المنطقة تتغيّر وستبقى تتغيّر.

 

وردّاً على سؤال حول الموقف من مبادرة السلام العربيّة، قال إن الموقف من عمليّة السلام وليس مُبادرة السلام العربيّة لأن كل مكوّنات المُبادرة مأخوذة من قرارات دوليّة، سواء من مجلس الأمن أو الجمعيّة العامة للأمم المُتحدة، حيث لم يخترع العرب مُبادرة السلام وإنما وضعوا إطاراً لعمليّة السلام وأطلقوا عليه هذا الاسم.

 

وأضاف السفير محمد صبيح أنه عندما يُقرّر العرب ويرون أن هناك شيئاً آخر، عندئذ سيتمّ بحث مبادرة السلام، ولكن طالما أنه لم يطرح شيء مُحدّد ستبقى المبادرة على الطاولة، مؤكداً أن العالم بأسره تجاوب مع المبادرة التي دخلت في قرارات دوليّة عديدة مثل قرار مجلس الأمن رقم 1515، وكذلك خارطة الطريق التي تتضمّن قراراً واضحاً خاصاً بوقف الاستيطان وقفاً تاماً، وهو نفسه ما أكدت عليه المبادرة.

 

وأوضح الأمين العام المُساعد أنه إذا كان هناك طرح جديد، فسيكون الهدف منه تعزيز عملية السلام وإيجاد آليات عملية لهذه المسألة.

 

وقال صبيح إن القمّة العربيّة تعتبر حدثاً مُهمّاً جداً في مسيرة الجامعة باعتبارها تشكل مستوى رفيعاً وسامياً يتخذ القرارات وتقوم الأجهزة المختلفة والمُعاونون والدول العربيّة والأمانة العامة بتنفيذها.

 

وأضاف أن هناك قرارات عديدة خاصة بالملف الفلسطيني باعتبارها قضيّة خطيرة وهامة للغاية،فمثلاً ما يحدث في القدس يهمّ كل عربي ومُسلم وكل معني بقضيّة السلام في العالم، حيث إنها تهود والمواطنون المقدسيّون يُدافعون بأسنانهم وأظافرهم وأبنائهم وأملاكهم والأمة العربيّة لم تعطهم ما يسدّ أودهم.

 

وردّاً على سؤال آخر حول الموضوعات الأخرى التي سيتمّ بحثها في القمّة والمُرتبطة بالقضيّة الفلسطينيّة مثل تهويد القدس واللاجئين والاستيطان ودعم السلطة. قال السفير محمد صبيح الأمين العام المُساعد لجامعة الدول العربيّة لشؤون فلسطين والأراضي العربيّة المحتلة إن كل هذه الأمور فيها قرارات وطروحات ومذكرات شارحة في توصيف لهذه القضايا بكل أبعادها، ولكن العبرة تبقى دائماً في تنفيذ هذه القرارات.

 

وأضاف أنه على سبيل المثال قرّرت قمّة سرت مبلغ 500 مليون دولار لدعم القدس لم يدفع منها إلا 80 مليوناً فقط، رغم أن القدس بحاجة شديدة إلى هذه الأموال، والشعب الفلسطيني يدفع من أولاده وممتلكاته لحماية المدينة المُقدّسة وهو صامد ليل نهار، لذا يجب ألا نبقى مُتفرّجين، لا على مستوى الفرد، ولا على مستوى المسؤولين.

 

وفيما يخصّ شبكة الأمان الماليّة لدعم السلطة الفلسطينيّة، قال صبيح إن هناك دولاً أوفت بالتزاماتها وهناك دول ستفي بها، حيث لا يجوز أن نتخذ قراراً على مستوى القمّة ولا يُنفّذ، فالمسؤولون في الدول العربيّة لابدّ أن يعطوا اهتماماً كبيراً لما تقرّره القمّة على هذا المستوى الرفيع.

 

وحول العلاقات العربيّة - الأمريكيّة وكيف يمكن إيجاد شكل آخر يحقق للجانب العربي مصالحه فيما يخصّ القضيّة الفلسطينيّة تحديداً. قال صبيح "يجب أن نقول بكل وضوح إننا أصدقاء الولايات المتحدة الأمريكية، لكن الصداقة هنا دائماً تأتي من طرف واحد، فهذه الصداقة تستوجب حقوقاً لنا وواجبات علينا، فإذا أعطينا مائة في المائة من الواجبات التي علينا للولايات المتحدة فمن حقنا أن نأخذ ولو عشرة بالمائة من حقوقنا، فلماذا لا تلتفت الولايات المتحدة إلى ذلك وتعطينا ما لنا وخاصة أنه يعتمد في جوهره على القانون الدولي".

 

وأكد صبيح في ختام حديثه على ضرورة وقف الحديث عن الموقف العربي الرسمي، لأن هناك رأياً عاماً عربيّاً وهناك الجامعات والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والمثقفون العرب، فكل هذه الأطراف يجب أن تناقش كل ذلك مع الجانب الأمريكي غير الرسمي، لأن كل هذه الأطراف يُمكن أن تشكل عنصر ضغط على الولايات المتحدة لتغيير سياساتها في المنطقة.

قنا